مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - صنعاء تُحيي أربعينية الشاعر ياسين البكالي: حين يصبح الشعر موقفًا لا يُنسى

صنعاء تُحيي أربعينية الشاعر ياسين البكالي: حين يصبح الشعر موقفًا لا يُنسى

الساعة 08:48 مساءً (المشهد الخليجي )

في صباحية ثقافية مهيبة، احتضنتها العاصمة صنعاء اليوم، اجتمع لفيف من الأدباء والمثقفين والكتاب لتأبين الشاعر الراحل ياسين محمد البكالي، في أربعينية جسّدت عمق الأثر الذي تركه في المشهد الثقافي اليمني والعربي.

الفعالية، التي غلب عليها طابع الوفاء والتقدير، استحضرت مسيرة الشاعر الفقيد، الذي ظل طوال حياته مخلصًا للكلمة الحرة، ومنحازًا لقضايا الإنسان، ورافعًا لواء القصيدة كصوت ضمير ووجدان.

وفي كلمة ألقاها الدكتور عبدالكريم قاسم، الأمين العام المساعد لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وُصف البكالي بأنه لم يكن مجرد شاعر في عضوية الاتحاد، بل ضميرًا يقظًا وجسرًا بين الشعر والفلسفة، لافتًا إلى أن البكالي لم يتعامل مع الشعر كترف لغوي بل كحاجة روحية وموقف أخلاقي.

وأضاف قاسم أن دراسة الفلسفة في جامعة صنعاء انعكست بوضوح على رؤيته الشعرية، حتى أصبح "فيلسوف شعراء جيله بلا منازع"، وامتزجت قصائده بالتأملات الوجودية والتصوف، خاصة في حديثه المتكرر عن الموت.

أما نائب رئيس اتحاد الأدباء بصنعاء جميل مفرح، فأشاد بالتجربة الشعرية الفريدة للفقيد، معتبرًا أن نتاجه الأدبي شكّل إضافة نوعية في المشهد الشعري، وترك بصمة يصعب تكرارها.

كما استعرض أصدقاء الشاعر، بينهم الدكتور عبدالجبار الوائلي والشاعر محمد الجرادي، محطات من علاقاتهم مع البكالي، مشيرين إلى أنه كتب عن الإنسان ومن أجله، وترك إرثًا لا يُقاس بعدد الدواوين بل بعمق التأثير.

الكلمة الأكثر تأثيرًا جاءت من ولدي الشاعر، وديع ونجلاء، اللذين تحدّثا عن والدٍ جمع بين الصداقة والأبوة، وغرس فيهما أن الشاعر لا يتنازل عن صوته، وأن الكلمة موقف وليست زخرفًا. واستعرضا بعضًا من مآثره، وشذرات من شعره، وسط تأثر بالغ من الحاضرين.

كما أُلقيت قصائد في رثاء الفقيد من عدد من الشعراء أبرزهم محمد الأبارة، يحيى الحمادي، وبديع الزمان السلطان، إضافة إلى مساهمات من نهى ياسين، وطفلين ألقيا مقاطع من شعر والدها، في مشهد مؤثر تفاعل معه الحضور بحرارة.

الفعالية شهدت مشاركة عربية عبر كلمات رثائية من شعراء وكتّاب من دول عدة، عبّروا فيها عن مكانة البكالي في المشهد الثقافي العربي، داعين إلى قراءة أعماله بعمق، بما يليق بتجربته الشعرية والفكرية.

وتخلل التأبين عرض مرئي يوثق أبرز محطات الشاعر، إلى جانب توزيع كتاب جديد بعنوان "حين يغدو الرحيل وطنًا"، يوثّق سيرته الإبداعية، ويضم مختارات من قصائده وكلمات من محبيه.

واختتمت الصباحية بتكريم رمزي لروح الشاعر، تقديرًا لما مثّله من صوت مقاوم، وشاعر منحاز للحرية والجمال.