ذكر راديو "مونت كارلو" الفرنسي، أن لدخول ميليشيا ايران في اليمن الحرب الدائرة بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة، باطلاقها صواريخ باليستية وطائرات مسيرة "له معان عدة".
وأوضح الراديو في تحليل أن أول معنى لدخول الميليشيا أنه "لم يكن لهم ان يستخدموا هذه الصواريخ من دون موافقة مسبقة من طهران وربما من دون مساعدة خبراء إيرانيين، وثانيا ان استخدام هذا السلاح لا يشكل عمليا خطرا امنيا على إسرائيل خصوصا ان القبة الحديدة قادرة على التعامل معها.
وأضاف الراديو: "اما المعنى الثالث وربما الأهم فهو ان طهران منخرطة عمليا في هذه الحرب من دون ان تكون مشاركة مباشرة، وفي هذه الحال تسقط كل التصريحات الرسمية الصادرة عن مسؤولين اميركيين ومن دول غربية أخرى بعدم وجود دليل حسي على مشاركة طهران وتسقط كذلك التأكيدات الرسمية الإيرانية في هذا المجال".
ووفق راديو مونت كارلو، فانه على المستوى الأمن فان "فتح الجبهة من اليمن قد يشغل إسرائيل ولكن نتائجه تبقى محدودة طالما لم تفتح باقي الجبهات وتحديدا جبهة جنوب لبنان".
وتابع الراديو: "سياسيا يعتقد الحوثيون ان دخولهم الى مسرح العمليات قد يعطيهم مكانة داخل محور المقاومة ومهابة عند دول الخليج والاسرة الدولية شبيه بحجم المكانة التي يحتلها حزب الله منذ الحرب ضد إسرائيل في العام 2006".
وأشار الراديو إلى أن "الدافع الاخر لدخولهم (ميليشيا ايران في اليمن) الحرب فهو زيادة نفوذهم وبالتالي مكاسبهم في المفاوضات الجارية مع المملكة العربية السعودية، والمزايدة عليها في الدفاع عن القضية الفلسطينية والاماكن الإسلامية في القدس. ومن هنا يأتي كلام أحد أعضاء المجلس السياسي الأعلى بان السعودية لم تستجب لطلب فتح حدودها امام المقاتلين الحوثيين وهو طلب لم تؤكده أي جهة أخرى وربما يكون الهدف منه اظهار المملكة على انها متقاعسة عن الدفاع عن غزة.
واعتبر الراديو أن "هذه النظرية قد تفسر أيضا مغزى استهداف المملكة بصاروخ أطلقه الحوثيون".
ولفت الراديو إلى أنه بالنسبة لمحور المقاومة تشكل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون منصة مثالية لإطلاق الصواريخ لأنها بعيدة عن خطر مواجهة مباشرة مع إسرائيل او عن خسائر كارثية ،كما هو الحال في غزة او في لبنان وحتى في العراق حيث للقوات الأميركية قواعد وتعزيزات عسكرية.
اما منافع هذه الحرب على الساحة اليمنية الداخلية فهي التفاف اليمنيين حول مقاتلي الحوثيين وتناسيهم ولو مرحليا الأوضاع الكارثية في بلادهم وستمكن الحوثيين من تسجيل نقاط على خصومهم في الجنوب.
يبقى ان تسخين جبهات اليمن وجنوب لبنان وسوريا والعراق بشكل منفرد لن يأتي بمفاعيل حاسمة ميدانيا طالما ان طهران لم تقرر تنفيذ نظرية وحدة الساحات التي لا يمكن فهمها الا بفتح كامل الجبهات , والا فإنها تبقى مجرد شعار للمقايضة على طاولة التسوية الإقليمية . ايران تبرع في مثل هذه المجالات.