قام وفد من مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مؤخرًا بعقد مناقشات ومشاورات جامعة في عدن ومأرب مع مسؤولين حكوميين وعسكريين وجهات سياسية وأمنية محلية، بما شمل النساء، والشخصيات القبلية ووسطاء محليين من الشباب ومنظمات المجتمع المدني وممثلين عن مجتمعات للنازحين. ركزت المشاورات الموسعة على الأولويات السياسية والأمنية، وسُبل الدفع نحو عملية سياسية يمنية-يمنية برعاية الأمم المتحدة تفرد مساحة للمشاركة الشاملة والشفافية. تناولت المشاورات أيضًا تصميم وقف مستدام لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد والاستعدادات اللازمة لتطبيقه لتعزيز أمن المدنيين اليمنيين، ولدعم العملية السياسية والتمهيد لترتيبات أمنية انتقالية قابلة للتنفيذ.
في اجتماع مع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ مأرب، سلطان العرادة، ناقشت روكسانا بزرجان، مديرة الشؤون السياسية في مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، وأنتوني هايوارد، المستشار العسكري الرئيسي بالمكتب، آفاق الحلول السياسية مع الإقرار بانخفاض مستويات الثقة بين الأطراف حاليًا. وخلال النقاش، شدد المحافظ وممثلي مكتب المبعوث الأممي الخاص على أهمية تضمين أصوات وآراء متنوعة من أطياف واسعة من اليمنيين في العملية. كما بحثوا قضايا تتعلق باستضافة المحافظة لعدد كبير من النازحين، والحاجة إلى فتح الطرق لأغراض إنسانية، والتحديات الاقتصادية. تناول الاجتماع أيضًا استمرار الحوادث العسكرية في مأرب. وأكد ممثلو مكتب المبعوث الأممي الخاص على إدانة الأمم المتحدة لأي اعتداءات تستهدف المدنيين وأي هجمات عشوائية تهدد حياة المدنيين وسلامة البنية التحتية المدنية.
وعلى صعيد النقاش مع الجهات العسكرية، بما في ذلك كبار القادة العسكريين وأعضاء لجنة التنسيق العسكري، ركزت المحادثات على استعدادات وقف إطلاق نار مستدام في جميع أنحاء البلاد تديره الأطراف نفسها من خلال آلية تيسرها الأمم المتحدة. كذلك أكد المشاركون اليمنيون على ضرورة وجود ضمانات جادة والتزامات واضحة لضمان استدامة أي اتفاق بشأن وقف إطلاق النار.
في مجمل الاجتماعات والمشاورات، ظهر توافق كبير حول ضرورة وجود مساحة حوارية تيسرها الأمم المتحدة تمكن اليمنيين من مناقشة الأولويات العاجلة وطويلة الأمد واتخاذ قرارات بشأن تلك الأولويات بشكل يشمل الجميع.
وقال أحد المشاركين من أفراد القبائل في مأرب: "نحن ندعم السلام الجاد. هناك حاجة ماسة لحوار يمني- يمني تحت إشراف الأمم المتحدة لتحقيق هذا السلام."
وتحدث مشاركون من منظمات المجتمع المدني ومن ممثلي مجموعات النساء والشباب عن المعاناة الكبيرة التي تسببت فيها زيادة القيود على حرية تنقل اليمنيين ونقلوا رغبة النازحين القوية في العودة إلى بيوتهم. بعض المشاركين أكدوا على ضرورة عودة الحياة إلى طبيعتها وبدء عملية شاملة للتعافي والمصالحة.
كذلك تطرق المشاركون إلى حالة المستشفيات والمدارس والخدمات والطرق وأسعار المواد الغذائية وغيرها من عوامل الحياة اليومية التي تتطلب حلولاً عاجلة.
كما شددوا على أن غياب السبل السياسية للدفع من أجل الوصول إلى الحكم الخاضع للمساءلة والعدالة الاقتصادية والمواطنة المتساوية يفاقم من مشاعر اليأس والإحباط لدى اليمنيين.