وتأتي هذه الصدمة بعد تحذير صندوق النقد الدولي مؤخرا من أنه يتوجب على دول الخليج التي تعتمد بشدة على عائداتها النفطية القيام بإصلاحات أعمق أو المخاطرة برؤية ثرواتها تتلاشى خلال 15 عاما.
ويشكل النفط أكثر من 70% من الإيرادات العامة في هذه الدول.
ومنذ 30 من كانون الثاني/يناير، بعد شهر على اكتشاف المرض، هبطت أسعار النفط نحو 20%، ما أدى إلى تفاقم الوضع في الخليج.
منذ عام 2014، تسبب انهيار أسعار النفط بخسارة اقتصادات الخليج مئات المليارات من الدولارات.
ورأت الباحثة الين والد، التي ألفت كتابا عن السعودية أن الدول المنتجة للطاقة، التي قامت بالفعل بتخفيض انتاجها لإنعاش الأسعار، تواجه الآن "أزمة مزدوجة" تتمثل في انخفاض الأسعار بالإضافة إلى الصدمة الاقتصادية.
وأكدت والد في تعليق في بلومبرغ إن "خفض الأسعار في وقت تقلص فيه الانتاج، تهدد بصدمات اقتصادية قد تؤدي في حال استمرارها لفترة طويلة إلى عدم استقرار سياسي وإقليمي تم تجنبه خلال الانخفاض الحاد الأخير".
وحذرت مؤسسة "كابيتال ايكونوميكس" المالية الاستشارية من التأثير طويل الأمد للفيروس الذي قد يؤدي إلى حدوث انكماش اقتصادي كبير.
وقال تقرير صادر عن المؤسسة "المخاوف من تفشي فيروس كورنا المستجد أثرت على أسعار النفط وقلصت التوقعات على المدى القريب لدول الخليج".
وبحسب التقرير فإن "انخفاض أسعار النفط والخفض الإضافي المحتمل لانتاج النفط سيشكل عقبة كأداء امام النمو في بداية 2020".
وأوصت اللجنة الفنية لأوبك وشركائها (أوبك+) خلال اجتماع استثنائي في فيينا، بخفض الإنتاج بمقدار 600 ألف برميل إضافي يوميا لوقف تراجع الأسعار مع انتشار الوباء، تضاف إلى 1,7 مليون برميل خُفضت بالفعل.
بينما تبدو روسيا مترددة في الموافقة على ذلك، أكد وزير الطاقة الروسي أن بلاده ستعلن موقفها "في الأيام المقبلة".
وكتب محمد الصبان وهو مسؤول سابق رفيع بوزارة الطاقة السعودية في صحيفة "عكاظ" إن الانخفاض "قد يستمر ما لم تكن هنالك خطوات جادة لإيقاف تفشي المرض، و/ أو اتخاذ تحالف أوبك إجراءات تعميق تخفيض إنتاج النفط".
ومن جانبها، أشارت ايلين والد أنه في المرات السابقة التي انخفضت فيها أسعار النفط في 2015 و 2016، فإن ذلك كان نتيجة قيام المنتجين بضخ أكبر قدر ممكن من النفط- وهذا أمر مختلف تماما عن الوضع الحالي.
وترى والد أنه في حال تأكيد المخاوف من فيروس كورونا المستجد، "ستواجه الدول المنتجة مثل السعودية وروسيا والإمارات أسعارا منخفضة إلى جانب انخفاض الانتاج"، ما سيؤثر على الإيرادات والقدرة على تقديم الخدمات.
وحذرت والد من أنه "في حال استمرار الوضع لفترة طويلة، فقد تكون لعدم الاستقرار الاقتصادي آثار سياسية".