مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد الدولي - أردوغان يحذّر واشنطن ويغازل مصر

أردوغان يحذّر واشنطن ويغازل مصر

رجب طيب أردوغان
الساعة 10:39 صباحاً (المشهد الخليجي - وكالات)

وجّه الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان تحذيراً إلى الولايات المتّحدة من أنّها تخاطر "بخسارة صديق قيّم" إذا ما سعت إلى "حشر" بلاده في الزاوية، وذلك قبل أسبوعين من القمّة المرتقبة بينه وبين نظيره الأميركي جو بايدن.

وقال أردوغان في مقابلة مع قناة "تي آر تي" التلفزيونية الحكومية إنّ "أولئك الذين يحشرون الجمهورية التركية في الزاوية سيفقدون صديقا قيّماً".

ويأتي هذا التحذير قبل القمّة الأولى المرتقبة بين أردوغان وبايدن في 14 يونيو الجاري على هامش قمّة حلف شمال الأطلسي في بروكسل بهدف استرضاء العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة.

والعلاقات بين هاتين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي متوتّرة منذ 2016، وقد زادت تدهوراً منذ تولّي بايدن السلطة في كانون الثاني/يناير خلفاً لدونالد ترامب الذي بنى معه أردوغان روابط شخصية.

وبلغ التوتّر بين البلدين أوجه في أبريل بعد اعتراف واشنطن بالإبادة الجماعية التي تعرّض لها 1.5 مليون أرمني في عهد السلطنة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.

وتركيا، وريثة السلطنة العثمانية، ترفض الإقرار بوقوع إبادة جماعية، وتعتبر أنّ ما شهدته منطقة الأناضول في حينه هو حرب أهلية ترافقت مع مجاعة مما أسفر عن مقتل ما بين 300 ألف و500 ألف أرمني وعدد مماثل من الأتراك.

وتساءل أردوغان في مقابلته التلفزيونية "ما سبب توتّراتنا (مع الولايات المتحدة)؟ إنّه ما يسمّى بالإبادة الجماعية للأرمن".

وأضاف مخاطباً إدارة بايدن "أليست لديكم مشكلة أخرى تعالجونها سوى تأدية دور محامي أرمينيا؟".

وعدّد الرئيس التركي مواضيع خلافية أخرى بين واشنطن وأنقرة تسبّبت في اضطراب العلاقات بينهما منذ 2016، وفي مقدّمة هذه المواضيع الدعم الأميركي للميليشيات الكردية في سوريا والتي تعتبرها تركيا "جماعات إرهابية".

وقال أردوغان "إذا كانت الولايات المتحدة حليفتنا فعلاً، فهل ينبغي أن تقف إلى جانب الإرهابيين أم إلى جانبنا؟ للأسف، إنّها تواصل دعم الإرهابيين".

في السياق دعا الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان إلى علاقة شراكة بين بلاده وكلّ من مصر ودول الخليج العربية تنطوي "ربح متبادل"، في وقت تسعى فيه أنقرة إلى تطبيع علاقاتها مع منافسيها الإقليميين.

وقال أردوغان في المقابلة التلفزيونية "نريد الاستفادة القصوى من فرص التعاون مع مصر، وتحسين علاقاتنا على أساس الربح المتبادل".

وأضاف "هذا ينطبق أيضاً على دول الخليج" العربية، في إشارة إلى السعودية والإمارات التي تتّسم العلاقات بينها وبين تركيا بتوتّر شديد.

وفي مقابلته التلفزيونية حرص أردوغان على القول "أنا أعرف الشعب المصري جيّداً وأحبّه. علاقاتنا الثقافية قوية للغاية".

لكنّ طريق المصالحة بين تركيا ومصر لا يبدو أنّه سيكون سهلاً بسبب الكمّ الكبير من الملفّات التي تسمّم العلاقات بين البلدين.

وتتزامن بداية الانفراج في العلاقة بين أنقرة والقاهرة مع حصول تهدئة في العلاقات بين مصر وقطر، حليف تركيا الرئيسي في المنطقة.