قال مدير التحالف الأميركي الشرق الأوسطي للديمقراطية، توم حرب، إن التصعيد بين اميركا واسرائيل من جهة وايران وحليفها ميليشيا الحوثي في اليمن، جزء من خطة أوسع تقودها طهران لتوسيع نفوذها الإقليمي عبر وكلائها مثل الحوثيين.
واعتبر حرب ان الضربات الاميركية على الحوثيين في اليمن تمثل، استجابة متأخرة لكنها حاسمة، في إطار محاولات التحالف الدولي بقيادة واشنطن حماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وأشار حرب في حديث مع "سكاي نيوز عربية" إلى وجود انتقادات حادة للسياسة الأميركية، حيث يرى أن الإدارة الحالية تتردد في اتخاذ موقف صارم تجاه الحوثيين، ويفترض أن هذه المهمة قد تُترك للرئيس القادم.
وأثار حرب مخاوف بشأن التأثير المحتمل لهذه السياسة على دول المنطقة، مثل مصر، التي تعتمد بشكل كبير على تأمين الملاحة في قناة السويس.
واشار حرب الى تزايد المخاوف داخل إسرائيل من صعوبة استهداف الحوثيين، خاصة بالنظر إلى البعد الجغرافي وتعقيدات المشهد اليمني.
ويعتبر محللون إسرائيليون أن الحل يكمن في استهداف إيران بشكل مباشر بدلا من وكلائها، وهو ما قد يفسر تصاعد الخطاب الإسرائيلي تجاه طهران.
و أشار حرب إلى أن الوضع الحالي يختلف عن المواجهات السابقة مع حماس وحزب الله، حيث يبدو أن هناك تراجعا في هيبة إسرائيل، ما يعكس تغيرا في موازين القوى الإقليمية.
وسلط حرب الضوء أيضا على تأثير السياسات الأميركية المتغيرة، حيث قامت إدارة جو بايدن برفع الحوثيين من قائمة الإرهاب، وهو ما اعتبره البعض إشارة ضعف تجاه إيران.
وأوضح حرب أن العمليات العسكرية ضد الحوثيين لها أهمية استراتيجية أكبر من تلك الموجهة ضد حماس وحزب الله، نظرا لتهديد الحوثيين المباشر للملاحة البحرية الدولية.
على الرغم من التركيز على الأبعاد العسكرية والسياسية، لا يمكن تجاهل الكارثة الإنسانية التي يعاني منها اليمن.
ووفقا لحرب، فإن أكثر من 20 مليون شخص يعانون من تبعات الحرب، مع تفاقم الأزمات الإنسانية بسبب سيطرة الحوثيين على أجزاء من البلاد.
واعتبر حرب ان هذا البعد الإنساني يضيف ضغطا دوليا لإيجاد حل للصراع، لكنه في الوقت ذاته يُستغل كأداة في لعبة المصالح الإقليمية.
واشار حرب الى أن الضربات الجوية الأميركية الأخيرة في صنعاء تمثل تصعيدا خطيرا في النزاع اليمني، مع استمرار الحوثيين في تبني استراتيجية "الهجوم للدفاع"، واعتبار إسرائيل والولايات المتحدة خصوما مباشرين.
وقال حرب، إن غياب قرار سياسي واضح في واشنطن قد يؤدي إلى تصعيد أكبر في المستقبل القريب.
ويقول مراقبون انه وفي ظل هذه التطورات، تبقى الأسئلة مفتوحة حول إمكانية احتواء هذا التصعيد، وهل ستتحول المواجهة مع الحوثيين إلى صراع إقليمي أوسع يشمل إيران؟