2023/12/19
صحيفة فرنسية: ميليشيا ايران في اليمن بصدد شلّ حركة المرور البحرية وتعطيل جزء كبير من التجارة العالمية

حذرت صحيفة فرنسية، اليوم الثلاثاء، من أن هجمات ميليشيا ايران في اليمن على سفن التجارة ستؤدي إلى شل حركة المرور البحرية الإقليمية وشلّ جزء كبير من التجارة العالمية.

وقالت "ليبراسيون" إن إضفاء الطابع الإقليمي على الحرب بين حماس وإسرائيل لم يعد مجرد خوف، بل أصبح حقيقة، مشيرة إلى أنه "من خلال مهاجمة سفن الشحن التي تعبر البحر الأحمر بالصواريخ الباليستية والطائرات المسلحة بدون طيار، فإن المتمردين الحوثيين على وشك شل حركة المرور البحرية الإقليمية وشلّ جزء كبير من التجارة العالمية".

واشارت الصحيفة إلى أنه منذ منتصف شهر أكتوبر، والهجوم الإسرائيلي على غزة، زادت ميليشيا ايران من إطلاق الصواريخ وهجمات الطائرات بدون طيار ضد السفن في البحر الأحمر، وهو تصعيد يبدو الغربيون عاجزين في مواجهته.

وأفادت الصحيفة أنه بعد شركات ميرسك الدنماركية، وهاباغ لويد الألمانية، وسي إم إيه سي جي إم الفرنسية لنقل الحاويات والشحن، وشركة إم إس سي الإيطالية السويسرية، أتى الدور على شركة بريتيش بتروليوم البريطانية لتعلن عن تعليق جميع أنشطتها في البحر الأحمر، الذي يعد طريقا ملاحيا مهما للغاية، وهو طريق تجاري تستخدمه بشكل رئيسي ناقلات النفط وسفن الحاويات المتجهة من آسيا إلى أوروبا أو من أوروبا إلى آسيا، وكذلك تلك المتجهة إلى أمريكا الشمالية.

وقالت ليبراسيون: "سيكون لإغلاق هذا الطريق الاستراتيجي بالطبع تأثير لوجستي ومالي"، موضحة أن "الطريق البحري البديل هو عبر رأس الرجاء الصالح قبالة سواحل جنوب أفريقيا. المسافة الإضافية التي سيتم تغطيتها هي حوالي 4 آلاف ميل بحري (أكثر من 7400 كيلومتر). واليوم، بالنسبة لسفينة حاويات كبيرة، يعني هذا عشرة أيام إضافية على الأقل في البحر، وبالتالي استهلاكا إضافيا لمئات الأطنان من الوقود وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون الإضافية".

وتابعت "ليبراسيون": "ليس من الواضح دائما ما هي السفن التي يوجه التهديد الحوثي فعليا ضدها. فقد قالوا إنهم سيهاجمون السفن القادمة والمغادرة من الموانئ الإسرائيلية وتلك التي لها أي صلة بإسرائيل، إما لأنها تدار من قبل شركة إسرائيلية أو لأنها مملوكة كليا أو جزئيا لمواطن إسرائيلي. لكن هذه السفن ليست إسرائيلية، فهي مثل كل السفن التي تجوب محيطات العالم، دولية ولها مصالح في جميع البلدان. وحتى عندما يكون لديها صلة بالمصالح الإسرائيلية، فإن هذه العلاقات هشة للغاية".

ولفتت الصحيفة إلى ان "هجمات الحوثيين التي تركزت على مضيق باب المندب الاستراتيجي، تثير قلق الغربيين على نحو متزايد، فالخطر كبير لعبور المنطقة. ونتيجة لذلك، ترتفع أقساط التأمين؛ وهي  معلومات سرية، يتم التفاوض عليها بين شركات التأمين وأصحاب السفن، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يريدون المرور عبر البحر الأحمر هذه الأيام، يتم الحديث عن زيادة ثلاثة أو أربعة أضعاف بالنسبة لقسط التأمين ضد مخاطر الحرب، بالإضافة إلى التغطية التأمينية التقليدية لهيكل القارب والآلات الموجودة على متنه".

واوضحت الصحيفة أنه "ستنعكس الزيادة في قسط التأمين على السعر الذي يتم إرسال فاتورة به إلى الزبون. فالسوق يتكيف بسرعة، وأصبحت المخاطر معروفة الآن وتؤخذ في الاعتبار عند حساب أسعار السفر والشحن. وبدلاً من التأثير الاقتصادي، فإن الشاغل الرئيسي لأصحاب السفن هو سلامة أطقمهم في البحر".

واعتبرت "ليبراسيون" أن القتال المباشر مع الحوثيين، الذين تمكنوا بدعم من إيران، من الوقوف في وجه الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية لمدة ثماني سنوات، لن يؤدي إلا إلى إضافة الحرب إلى الحرب وإشعال المنطقة .

وأضافت: "منذ هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حركة حماس، استخدمت إيران كل الخيوط الممكنة لزعزعة استقرار إسرائيل والولايات المتحدة، بدءا من حماس التي تدعمها بقوة، إلى الحوثيين الذين تنقل إليهم التكنولوجيا العسكرية المتطورة. وشهد ميناء أسدود الرئيسي في إسرائيل انخفاضا في النشاط بنسبة 30 في المئة منذ الهجمات الأولى".

واختتمت الصحيفة بالقول إن العديد من مالكي السفن يفكرون الآن في تجاوز أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح، إلا أن هذا الطريق يكاد يضاعف وقت النقل وبالتالي جزءا من التكاليف ذات الصلة. إن هذا الوضع المحفوف بالمخاطر بالنسبة للاقتصاد العالمي يفرض المزيد من الحجج، إذا لزم الأمر، على ضرورة التوصل إلى تسوية نشطة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ولم يعد الأمر يتعلق بإسرائيل والأراضي الفلسطينية فحسب، بل بتوازن العالم أيضاً".

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الخليجي https://www.almashhadalkhaleeji.com - رابط الخبر: https://www.almashhadalkhaleeji.com/news67562.html