حذر تحالفان دوليان من زيادة مستوى التهديد للشحن في البحر الأحمر بالقرب من سواحل اليمن وباب المندب، وذلك بسبب تهديدات ميليشيا ايران.
واوصى تحالف الأمن البحري الدولي (IMSC) وفرقة عمل التحالف (CTF Sentinel) في تحذير مشترك وتشمل هذه التوصيات إعطاء الأولوية للمسارات البديلة لتجنب مياه اليمن، واختيار العبور في الليل لتقليل خطر التعرف بصرياً على التهديدات المحتملة، والإبلاغ عن التحركات المستقبلية مسبقاً، واستخدام خطوط ساخنة مخصصة للإبلاغ عن الموقع والاتصالات الطارئة، والحفاظ على مسار قابل للمناورة في وجه أي تهديد مشتبه به.
ويعبر سنوياً ما يقرب من 17000 سفينة تجارية عبر مضيق باب المندب إلى البحر الأحمر، مما يبرز أهمية المنطقة بالنسبة للتجارة الدولية.
يشار إلى أنه تم إنشاء تحالف الأمن البحري الدولي، ومقره في البحرين، في سبتمبر 2019 لردع التهديدات وطمأنة البحارة في مضيق هرمز وباب المندب وما حولهما - وهما نقطتا اختناق حاسمتان للتجارة البحرية - وسط زيادة كبيرة في النشاط العدائي ضد الشحن التجاري. كما تم إنشاء فرقة العمل العملياتية التابعة لها، CTF Sentinel، بعد بضعة أشهر للقيام بدوريات في النشاط البحري في المنطقة.
وأمس الجمعة، اقترح عضو ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، التابع لميليشيا ايران في اليمن، محمد علي الحوثي، اليوم، على الدول المشاطئة للبحر الاحمر، تزويدهم بحركة السفن الاسرائيلية من أجل استهدافها.
وقال الحوثي في حسابه على منصة "إكس": "من أجل نصرة أبناء غزة و فلسطين المظلومين، ومن أجل تقليل الوقت والجهد في البحث عن السفن التابعة للكيان الغاصب وكونها تتعمد إغلاق أجهزة المناداة وأيضا تتعمد إخفاء هويتها ولاترفع اعلام كيانها الاسرائيلي أمام سواحل اليمن فإننا نقترح على الدول العربية المشاطئة في البحر الأحمر والتي تعتبر فلسطين قضيتها الاولى التواصل بالبحرية اليمنية بتبادل المعلومات لأي تواجد لسفن المحتل".
والاسبوع الماضي هدد زعيم ميليشيا ايران في اليمن، عبدالملك الحوثي، باستهداف السفن الاسرائيلية في البحر الاحمر وباب المندب قائلاً: ""عيوننا مفتوحة للرصد الدائم والبحث عن أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب تحديدا وما يحاذي المياه الإقليمية اليمنية".
وفي وقت سابق، كشفت مصادر اقتصادية عن ارتفاع تكاليف الشحن التجاري إلى اليمن بنسبة تتجاوز 300%، فيما تشير التوقعات إلى ارتفاعها المحتمل مجدداً بسبب توترات الأوضاع في المنطقة بفعل حرب الاحتلال على غزة، إضافة إلى موقع اليمن الإستراتيجي على طريق التجارة البحرية الدولية.
وتوقعت المصادر أن تكون للأحداث المتصاعدة في المنطقة بسبب العدوان الإسرائيلي تبعات على الشحن التجاري إلى اليمن، وزيادة تكاليف التأمين البحري بسبب ارتفاع المخاطر في المياه اليمنية الإقليمية.
وبحسب المصادر فأن شركات الإعادة تعمل في مثل هذه الظروف على إجراء تقييم ودراسة شاملة للوضع والمخاطر المحتملة والبلدان موضع التأثير بالأحداث وعلاقتها بالتجارة والملاحة البحرية وكذا أوضاعها الداخلية.
وتأتي اليمن في طليعة الدول التي تُقيَّم تحت مستوى الخطر، وهذا ما جرى طوال السنوات الماضية بسبب الأوضاع الداخلية في البلاد، إذ كان هناك تقييم سلبي للوضع أدى إلى إحجام شركات التأمين العمل على الشحن التجاري إلى اليمن أو الاستمرار في العمل بتكاليف مرتفعة.
وتوقعت المصادر إن اليمن سيتأثر مباشرةً بالحرب الإسرائيلية وتبعاتها على التجارة الدولية مع تصاعد الأوضاع في المنطقة، وخصوصاً بعد عودة ميناء الحديدة شمال غربيّ اليمن للعمل مرة أخرى في استقبال السفن المحملة بالبضائع بعد توقف استمر لأكثر من أربع سنوات
تجدر الإشارة الى انه يوجد في اليمن نحو 8 موانئ بحرية محلية، منها 6 موانئ دولية، أهمها عدن والحديدة والمخاء والمكلا في حضرموت، ونشطون في المهرة.