أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية أنها وبالتعاون مع مختلف القطاعات والجهات العاملة في شؤون الحج كافة أكملت منظومة التجهيزات في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لاستقبال ضيوف الرحمن، والتي تدعمها الخطط والمشروعات في التيسير على الحجاج الذين سيؤدون الفريضة هذا العام المقدّر عددهم 60 ألف حاج.
وأكّدت الوزارة حرصها على تطبيق الإجراءات الاحترازية والبروتوكولات الصحية الوقائية في كافة مراحل تنقل الحجيج بين المشاعر المقدسة لضمان سلامة ضيوف الرحمن، وسط حرص المملكة على تقديم أفضل الخدمات وتطبيق أعلى معايير الصحة والسلامة، وتهيئة الكوادر البشرية المشاركة لتقديم كل ما يعين الحجاج على أداء مناسكهم في راحة واستقرار، في ظل إحلال الذكاء الاصطناعي في إدارة شؤون الحجاج؛ بهدف الارتقاء بمنظومة العمل وتميزه وصولًا إلى موسم حج ميسر ينعم به الحاج، وتحقق على إثره نسبة رضا عالية من قبل ضيوف الرحمن عن الخدمات المقدمة.
ونقلت وكالة الانباء السعودية عن نائب وزير الحج والعمرة، الدكتور عبد الفتاح مشاط، القول إن الوزارة أطلقت بطاقة الحج الذكية "بطاقة شعائر" التي تقدم العديد من الخدمات الهامة التي يمكن تقديمها لضيوف الرحمن، مثل دخول المخيمات وتصريح استخدام وسائل النقل، كما تسهم البطاقة في إرشاد الحجاج التائهين، وتوقيت الحشود وإدارتها، والمرافق المختلفة، وقد بدأت الوزارة تطبيق "البطاقة الذكية" بشكل تجريبي في موسم الحج قبل الماضي، ثم توسعت فيه في موسم الحج الماضي مع محدودية أعداد الحجاج، وتطبق هذا العام على نطاق أوسع.
وأشار مشاط إلى أنه يُمكنُ قراءتها عبر تطبيقٍ على الأجهزة الذكية، وهي بطاقة موحدة لكافة الحجاج، وتحتوي على معلوماتهم الشخصية والطبية والسكنية المربوطة بالبطاقة مباشرة عبر تقنية اتصال المجال القريب NFC، وتسهم البطاقة في إرشاد الحجاج التائهين، والتحكم بالدخول للمخيمات والمرافق المختلفة، والحد من الحج غير النظامي، كما ستسهم البطاقة في تسهيل حركة الحشود والتجمعات، والحفاظ على التباعد بين الحجاج.
ولفت إلى جاهزية مرافق وخدمات مراكز التجمع والاستقبال الأربع، على مداخل مكة المكرمة ومحطات النقل الداخلية المخصصة لنقل الحجاج إلى المسجد الحرام بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
ثلاث آليات
في السياق، أنهت شركات حجاج الداخل وبإشراف مباشر من وزارة الحج والعمرة السعودية، تجهيز 71 مخيماً، و6 أبراج لاستقبال حجاج بيت الله الحرام لموسم حج هذا العام 1442هـ ، وفق الإجراءات الاحترازية والاشتراطات والبروتوكولات الصحية الوقائية المعتمدة ، حيث سيتم تسكين خمسة آلاف حاج في الأبراج، و 55 ألف حاج في المخيمات، في يوم التروية وأيام التشريق.
وأكدت الوزارة وجود ضوابط وآليات لتنظيم عملية دخول الحجاج وخروجهم من المخيمات والأبراج، بهدف ضمان تطبيق إجراءات الفرز البصري والحراري أثناء وجودهم في مشعر "منى" يوم التروية وأيام التشريق، وفق الإجراءات المتبعة لتحقيق سلامة الحجاج ، كما وقفت على جاهزية مراكز استقبال الحجاج بمكة المكرمة، والمحددة بأربعة مراكز: النوارية، والزايدي، والشرائع، والهدا، وذلك قبل توجه ضيوف الرحمن إلى المسجد الحرام لأداء طواف القدوم، وسط تطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الصحية حفاظًا على سلامة وأمن الحجيج.
وحددت الوزارة ثلاث آليات لاستقبال ضيوف الرحمن في المراكز المذكورة، تشمل الآلية الأولى من يصل منهم للمراكز بالحافلات المعتمدة من الوزارة بالتنسيق مع شركات الحج، بحيث يتم التحقق من تصاريحهم وقراءة بطاقة "شعائر" الذكية، ثم يتم توجيههم بالحافلات إلى المسجد الحرام لأداء طواف القدوم، وتتجه الحافلات بالأمتعة مع مرافق من الشركة للمخيم.
والآلية الثانية تشمل الحجاج الواصلين إلى المراكز بحافلات نقل من شركات الحج، وتنهى إجراءات الاستقبال لهم في المركز، وتوجيههم للمسجد الحرام بالحافلات المعتمدة والمصرحة لدى الوزارة لأداء طواف القدوم، فيما خصصت الآلية الثالثة لمن يصل لمراكز الاستقبال بشكل فردي من خلال السيارات الخاصة، ويتم إنهاء إجراءاتهم، ثم تسلم الأمتعة إلى الشركة، ويتم توجيههم للمسجد الحرام بالحافلات المعتمدة والمرخصة لأداء طواف القدوم، ويتم نقل الأمتعة من قبل الشركة للمخيم.
وفيما يخص حجاج أهالي مكة المكرمة الذين لن يؤدوا طواف القدوم، فيصلون في مواعيدهم إلى مراكز الاستقبال أو مراكز التجمع المخصصة من قبل شركات الحج، ثم يتم نقلهم بأمتعتهم مباشرة إلى مشعر منى مباشرة في مسارات محددة.
ويبدأ الاستقبال في هذه المراكز يومي 7 و8 ذي الحجة بناءً على جداول تفويج وخطط سيُبلغ بها جميع حجاج البيت الحرام بمواعيد محددة مسبقًا، كما جرى توفير قائد صحي لكل 20 حاجًا، حيث أنهت الوزارة تهيئة 25 مسارًا في صحن الطواف، وتهيئة الساحات وأبواب دخول وخروج الحجاج لضمان تطبيق الإجراءات الاحترازية.
نساء ورجال
أعدت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مواقع لتنظيم الحجاج بتوسعة الملك فهد وتوسعة الملك عبدالله تتسع لنحو (11) ألف حاج، وذلك في حال امتلأت مسارات أدوار المطاف.
وأوضح مدير إدارة الحشود والتفويج بالمسجد الحرام المهندس أسامة الحجيلي أنه تم تقسيم مواقع التنظيم للرجال والنساء، وذلك من أجل المحافظة على سلامة حجاج بيت لله الحرام خلال أدائهم مناسكهم وحرصاً على سلامتهم حيث أن هذه المواقع تسهم بشكل كبير في تحقيق التباعد الجسدي وتنظيم حركة ضيوف الرحمن.