2019/11/29
فلسطين .. صيد العصافير .. مهنة المخاطر من أجل الرزق

مع إشراقة شمس كل صباح يركب سعيد رضوان عجلته الهوائية حاملاً شباكه متوجهاً إلى مكان صيد جديد، أغلبها على مناطق السياج العنصري الفاصل في غزة ليبدأ هوايته ومهنته في ممارسة صيد العصافير بهدف التسلية ونقاهة النفس من جهة ومن أجل كسب قوت يومه من جهة أخرى.

العصافير من حوله يترقبها بسكون وهدوء، وفي السماء غربان سوداء «طائرات الاستطلاع» الإسرائيلية تحوم فوق رأسه، مجازفًا بحياته في صيد العصافير على الحدود الشرقية لبلدة بيت حانون شمال القطاع، فالظروف الاقتصادية الصعبة وعدم توفر سبل الحياة في غزة دفعته إلى ممارسة مهنة الصيد الموسمية.

في هذا المكان القريب من قناصة جيش الاحتلال تكمن براعة ودهاء الصياد رضوان في الصيد والإيقاع بالطيور داخل الشباك من أجل كسب قوت يومه، ولكن الأمر لا ينتهي بكيفية التخفي من الطيور ولكنها تمتد كذلك في القدرة على التخفي عن أعين نيشان قناص إسرائيلي يترقبه في كل حركة كي لا يقع هو بنفسه صيداً لقناصتهم.

هنا يمسك رضوان بحبل بين يديه موصول بشبكة صيد، وما إن يشد الحبل ترتفع الشبكة عن الأرض وتقع فوق سرب من العصافير الذي انهال على طُعم الصياد الذي هبّ مسرعاً للإمساك بصيده الثمين.

خطر

وبالرغم من خطورة هذه المهنة القريبة من مواقع التماس على الحدود وبسبب طائرات الاستطلاع التي لا تفارق سماء المنطقة، إلا أنّ الشاب رضوان قرر مواصلة صيد العصافير على الرغم من الأجواء الأمنية الصعبة التي يشهدها قطاع غزة.

ويروي سعيد رضوان «41 عاماً» لـ«البيان» أنه بدأ بممارسة هذه المهنة بعد أن أحكم الحصار خناقه على غزة منذ ما يقارب 13 عامًا، لا سيما مع انعدام فرص العمل وزيادة نسبة البطالة والأزمات الاقتصادية المتلاحقة على القطاع، منوهاً إلى أن الصيد في هذه الظروف يوفر له بعض المال يعينه في تربية أطفاله.

ويتابع وهو يقوم بنصب وتجهيز الشراك: «معدات الصيد هي الشباك والعصي الخشبية والأقفاص والحبوب وعصفور واحد وهو (الحريك) أو (الزعيق) نستقطب من خلاله العصافير من الجو، ونضعه بالقرب من شباك الصيد المجهزة.

ويتابع رضوان أن الأماكن التي نذهب إليها للصيد من أكثر المناطق في قطاع غزة خطورة، فهي قريبة من السياج العنصري الفاصل وقناصة الاحتلال وأبراج المراقبة، وطائر الحسون يتواجد بكثرة في هذه المناطق حيث تتوافر النباتات التي يقتات عليها وبسبب بعدها عن المناطق السكنية.

ويتربص رضوان دون صوت أو حركة بالأنواع التي قد تجلب له المال الأفضل خاصة من الطيور النادرة مرتفعة الأسعار مثل الحسون، والذي يبلغ سعره ما يقارب الـ 50 دولاراً.

طائرات الاستطلاع

أما المخاطر التي يواجهها رضوان فتتمثل في طائرات الاستطلاع الإسرائيلية خاصة وأنه استشهد أكثر من 13 صياداً للعصافير برصاص الاحتلال كانوا يمارسون مهنتهم في الصيد منذ بدء انتفاضة الأقصى.

52 %

وصلت نسبة البطالة في غزة في نهاية العام الماضي 2018، إلى 52% وتخطت نسبة الفقر الـ80 بالمئة، وفق البيانات الحكومية والحقوقية، فيما يشير اقتصاديون إلى أن ارتفاع نسبة البطالة في غزة ترجع لأسباب مُركّبة، منها: الحصار والانقسام وتداعياته، واستمرار الخصومات من رواتب الموظفين.

بدأ سكان غزة بممارسة مهنة صيد العصافير بعد اشتداد الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يقارب 13 عامًا، لا سيما مع تراجع الإنتاج الزراعي والأزمات الاقتصادية المتلاحقة على القطاع، ويتربص صائدو العصافير بالأنواع التي قد تجلب لهم مالًا وفيرًا، خصوصاً الطيور النادرة والمعروفة بارتفاع أسعارها، مثل، طائر الحسون الملون، والذي يبلغ سعر الذكر منه (200 شيكل)، فيما يبلغ سعر الأنثى (150).

أما المخاطر التي يواجهها الصيادون، فتتمثل في طائرات الاستطلاع «الإسرائيلية» التي لا تفارق أجواء قطاع غزة، خصوصاً المناطق الساحلية والشرقية للقطاع. 

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الخليجي https://www.almashhadalkhaleeji.com - رابط الخبر: https://www.almashhadalkhaleeji.com/news3563.html