قال استشاري المخ والأعصاب في مستشفى راشد، رئيس شعبة طب الأعصاب في جمعية الإمارات الطبية، الدكتور سهيل عبد الله الركن إن الجلطات الدماغية، تعد السبب الثاني للوفيات، والمسبب الأول للعجز والإعاقة، ويصل عدد المصابين بالجلطة الدماغية في العالم، لنحو 15 مليون شخص سنوياً.
وأوضح الركن أن عدد الأشخاص الذين يصابون بالجلطة الدماغية في الامارات سنويا بين 8000 إلى 10000 سنوياً، وبنسبة تتراوح بين 150 - 200 لكل 100 ألف، "فيما تظهر الإحصاءات، إصابة شخص إلى شخصين في الدولة بجلطات دماغية كل ساعة، نصفهم في عمر أقل من 46 عاماً"، بحسب ما اوردته صحيفة "البيان الاماراتية.
وأشار الركن إلى أن وجود نوعين من الجلطات الدماغية، الأول الجلطة اللا فقارية أو الانسدادية، وتشكل حوالي 80 %، والنزيفية، وتشكل 20 % منها، لافتاً إلى أن دماغ الإنسان البالغ، يحتوي على 8 مليارات خلية عصبية، وفي أول 3 دقائق من الإصابة بالجلطة، يتوقف سريان الدم والأكسجين والمواد المغذية إلى منطقة معينة في الدماغ، بسبب النزيف أو الانفجار الشرياني، ما يؤدي إلى بداية موت الأنسجة الدماغية، والتي لا تتجدد، وتحدث خللاً دائماً للشخص مدى الحياة.
وأوضح الدكتور الركن، أن أعراض الجلطة الدماغية، تبدأ بخدر أو ضعف في الوجه أو الذراع أو الساق، خاصة في جانب واحد من الجسم، مع صعوبة في التحدث أو الفهم، وصعوبة في الرؤية في كلا العينين أو إحداهما، وصعوبة في المشي، والدوخة، وفقدان التوازن، وصداع شديد ومفاجئ، وقد يصاحبه غثيان، لافتاً إلى أن كل دقيقة يتأخر فيها الشخص عن الذهاب إلى المستشفى، يفقد 2 مليون خلية عصبية، أي ما يعادل 120 مليون خلية عصبية في الساعة الأولى، من حدوث الجلطة الدماغية، وهناك مصطلح يطلق عليه الساعة الذهبية، وهي أول أربع ساعات من حدوث الجلطة، حيث تلعب دوراً حاسماً في التشخيص والعلاج.
وشدد الدكتور الركن على ضرورة عدم إعطاء المريض المصاب بالجلطة الدماغية، أي مميع للدم، مثل الأسبرين أو البلافكس، لأن في حال الجلطة النزفية، تؤدي هذه الأدوية إلى تفاقم الحالة، لأنها ترفع وتسرع من وتيرة تدفق الدم، لذلك، يجب الإسراع في نقل المصاب لأقرب مستشفى، لإجراء التشخيص الدقيق للحالة، ومن ثم إعطاء العلاج المناسب.
وحول أسباب الإصابة بالجلطة الدماغية، أكد أن هناك عدة أسباب للجلطة، من أهمها ارتفاع ضغط الدم، وهو المسبب الأول، بحوالي أربعة أضعاف من المعدل الطبيعي، وارتفاع نسبة استهلاك الملح في الدولة بشكل خاص، والمنطقة العربية بشكل عام، والسبب الثاني، مرض السكري وعدم التحكم به والتدخين والسمنة، وعدم ممارسة الأنشطة الرياضية.