تعتزم حكومة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في مواجهة فيروس كورونا المستجدّ، المصادقة، غدا الإثنين، على خطة مساعدة اقتصادية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، متخلية من أجل ذلك عن قواعدها المالية الصارمة.
وبحسب مشروع قانون اطلعت وكالة فرانس برس على نسخة منه السبت، تعتزم الحكومة تخصيص مبلغ 822 مليار يورو لمنح قروض من أجل مساعدة الشركات والموظفين في تخطي العواقب الاقتصادية لوباء كوفيد-19.
وجاء في النص أنه نظرا إلى "الوضع الطارئ الاستثنائي" في ألمانيا، قررت الحكومة كذلك اقتراض أموال للمساعدة في تمويل التدابير، في خطوة لم يشهدها البلد منذ 2013.
وتسجل ألمانيا، القوة الاقتصادية الأولى في أوربا، منذ تلك السنة فائضا في موازنتها، وهي شديدة التمسك بنهج مالي صارم يفرض التوازن في الموازنة.
وتعتزم برلين الآن الاقتراض إلى حدّ 156 مليار يورو، متجاوزة قاعدة مالية تلتزمها منذ 2011، وهي قاعدة "الحد من المديونية" التي لا تجيز مبدئيا عجزا يتخطى عتبة 0,35% من إجمالي الناتج المحلي.
ويجيز القانون تخطي هذه العتبة في ظل ظروف استثنائية، وهو ما ستبرر به برلين خطوتها في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد.
وسيطرح النص الإثنين على مجلس الوزراء للموافقة عليه قبل إبرامه خلال الأيام التالية في مجلس النواب.
وكانت برلين خصصت قبل أسبوع فقط 550 مليار يورو من القروض عبر مصرفها العام "كي إف دبليو".
لكن مع تسارع انتشار الوباء في ألمانيا، قررت الحكومة المضي أبعد من ذلك برفع هذا السقف إلى 822 مليار يورو.
وأحصى معهد روبرت كوخ السبت حوالى 16662 إصابة، بزيادة 2700 إصابة عن اليوم السابق، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 47.
وستستخدم المساعدات عمليا لتمويل صندوق إغاثة للشركات الكبرى، يتولى عند الحاجة القيام بعمليات تأميم جزئي لمواجهة الأزمة، وستخصص له بدوره 600 مليار يورو.
والهدف من هذا الصندوق "الحد من الوطأة الاقتصادية لوباء كورونا المستجد على الشركات" عبر مساعدتها في "تخطي صعوباتها المالية" و"تعزيز رسملتها" بالنسبة للشركات التي سيكون لإفلاسها "عواقب هائلة على الاقتصاد الوطني وسوق العمل"، وفق ما جاء في النص.
وسيكون في مقدور الدولة الألمانية عمليا القيام بعمليات تأميم جزئي وموقت لبعض الشركات لمساعدتها في تخطي الأزمة.
وهذا ما فعلته الدولة مع القطاع المصرفي خلال الأزمة المالية في 2008 و2009.
وقد تكون شركة "لوفتهانزا" للطيران من المرشحين لعمليات "إعادة الرسملة" هذه بحسب وسائل الإعلام الألمانية، في وقت باتت كل طائراتها تقريبا مسمرة أرضا بعدما حظرت العديد من الدول بما فيها الولايات المتحدة الرحلات القادمة من أوروبا.
وطلبت مجموعة "تي يو آي"، الشركة الأولى للسياحة في العالم، منذ الآن مساعدة من الدولة ما زال يتعين تحديد شكلها.