ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية ان إسرائيل تحاول حاليًا بناء الردع ضد الحوثيين، ولكن أيضًا ضد إيران.
واشارت الصحيفة في تقرير كتبه مراسلها العسكري، افي اشكنازي، الى انه في الوقت الراهن، حتى يؤثر هذا الردع على الحوثيين، فستضطر إسرائيل إلى الاعتماد على الإنذار المبكر واعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة التي تُطلق من اليمن إلى إسرائيل، على أمل أن تقوم دفاعات القبة الحديدية والسهم ومقلاع داود بإنجاز المهمة".
وقال أشكنازي إن "إسرائيل تحاول ممارسة ضغط على الحوثيين في اليمن عن طريق عزلهم عن العالم الخارجي، والضربة على موانئ البحر في الحديدة ومطار صنعاء خلقت نوعًا من الحصار على الحوثيين في اليمن".
وأضاف أن "إسرائيل بسبب الفجوة الاستخباراتية، لا تستطيع تحديد مكان المخازن العسكرية للحوثيين، في الأيام الأخيرة، وتظهر تساؤلات حول الطريقة الصحيحة التي يجب أن تتبعها إسرائيل لمواجهة المشكلة القادمة من اليمن"، وفق ما موقع "عربي21".
وقال إن "من المهم حاليًا وضع الأمور على الطاولة، أولًا قضية الهجوم على إيران وهي ’رأس الأفعى’، وهل سيؤدي ذلك إلى تغيير النتائج؟ الإجابة هي لا.. إيران هي بالفعل رأس الأفعى ولقد كانت تعمل على بناء قوة الحوثيين".
وأوضح أن "الحوثين قرروا اتخاذ استقلال عن الإيرانيين، وهم في الواقع يفعلون ما يريدون، وبالمناسبة هم يعلنون ذلك في الأيام الأخيرة في كل فرصة، الهجوم على إيران الآن قد يؤدي إلى النتيجة المعاكسة، وهي إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل من ساحة إيران، وليس واضحًا ما إذا كان لدى إسرائيل الرغبة والحاجة لفتح جبهة إضافية في حرب استنزاف طويلة".
وبين أن "القضية الثانية تتمثل في إمكانية إسرائيل لإحضار الحوثيين إلى وضع مشابه لما فعلته مع حزب الله في لبنان؟ الإجابة على ذلك سلبية، أيضا، وذلك على الأقل ليس في الأيام القريبة".
واعتبر أن "القتال ضد حزب الله كان قصة مختلفة تمامًا، وليس فقط بسبب القرب الجغرافي، والسبب الرئيسي هو أنه خلال عقدين من الزمن، استثمرت إسرائيل جهودًا كبيرة في بناء بنية تحتية استخباراتية، وإسرائيل كانت تعرف أين تُخزن الصواريخ، وكيف يتم توزيع الأنظمة، ومن هم نشطاء التنظيم ما هي حياتهم اليومية، وغير ذلك، والأمر ليس كذلك في اليمن، النظام العسكري للحوثيين هو في عداد المجهول".
وقال: "في لبنان، نجح الجيش الإسرائيلي في حرمان حزب الله من قدرات الإطلاق عندما هاجم الصواريخ على الأرض في المخازن، وفي اليمن إسرائيل قادرة على العمل ضد الحوثيين فقط عندما يكونون في الجو وفي طريقهم إلى إسرائيل".
وأشار إلى أنه "في لبنان إسرائيل استهدفت أهدافًا بشرية من أعلى القيادات إلى قادة الميدان، وفي اليمن الاستخبارات جزئية، والاستهداف الواسع للأرواح البشرية أكثر إشكالية".