نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت، مقالا للكاتب بن درور يميني، سلط فبه الضوء على سقوط صاروخ أُطلق من اليمن في تل أبيب، حيث يرى فيه أن التركيز يجب أن ينصب على توجيه ضربة لطهران بدلاً من صنعاء، في حال أرادت إسرائيل أن تحد من "التهديد الحوثي".
ويقول الكاتب إن الغارات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية على صنعاء، لن تؤدي إلى نتيجة ملموسة أكثر من مجرد منح "راحة مؤقتة" من هذا التهديد.
ويصف الكاتب الحوثيين في اليمن بالقول إنهم ليسوا دولة بمعنى الكلمة، بل "منظمة إرهابية" تسيطر على أكثر من نصف اليمن، حيث يعاني ثلثا السكان من انعدام الأمن الغذائي والجوع، كما أن الحرب الأهلية قتلت على مدى عقد من الزمن نحو نصف مليون إنسان. يسير هذا، بحسب الكاتب، على منوال "نمط قاتم" انتشر في دول بالمنطقة، مثل لبنان، وسوريا، والصومال، والسودان.
ويقول يميني إن الحوثيين سيطروا على مضيق باب المندب بدعم إيراني، لكنهم غير مهتمين برفاه ورخاء الشعب اليمني، إذ يستغلون الدعم العسكري الإيراني لـ "تعطيل حركة التجارة"، وإطلاق الصواريخ البالستية باتجاه إسرائيل، فيما يعاني ملايين اليمنيين من الجوع.
ويشبه ذلك، برأي الكاتب، ما يحصل في لبنان: "دولة مفلسة ومتعثرة، تُحكم منظمة إرهابية قبضتها عليها بدعم إيراني".
ويرى الكاتب أنه لا يمكن ردع الحوثيين عبر توجيه ضربات مدمرة لهم، ويستشهد في هذا السياق بالتدخل السعودي والإماراتي في اليمن، حيث "وجهت الدولتان ضربات مدمرة للبنى التحتية للحوثيين"، لكن ذلك قوبل بـ "صمود لا يتزعزع" من قبلهم، وهو ما أدى في النهاية إلى "تراجع" الإمارات ومن ثم السعودية، وتحقيق "نصر إستراتيجي" لإيران.
ويؤكد الكاتب على أن إسرائيل تسير على نفس الطريق إذا استمرت في توجيه ضربات مدمرة للحوثيين، لأن ذلك لن يردعهم، حتى ولو كان حجم الرد الإسرائيلي أقوى بكثير من الضرر الذي تحدثه صواريخ الحوثيين.
ويكشف ذلك، برأي الكاتب، عن العقلية التي تحكم الحوثيين: "التسبب في ضرر ولو طفيف لإسرائيل يستحق الألم الهائل الذي قد يترتب عليهم فيما بعد"، كما أن الرد الإسرائيلي لن يردعهم، وإيذاء إسرائيل يغذي "شعورهم بالشرف".
ويشرح الكاتب بالقول إن هناك نهجان، مكملان لبعضهما البعض، لتحييد "التهديد الحوثي"، الأول هو التفاوض على صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة. فـ "الحوثيون، على عكس حزب الله، أظهروا أنهم مصممون على الاستمرار حتى تنتهي الحرب".
أما النهج الثاني فيتمثل، برأي الكاتب، في ضرب المصدر، أي إيران. يقول يميني إن "حلقة النار" الإيرانية في المنطقة تم إضعافها عقب الضربات الكبيرة التي وُجهت إلى حزب الله وانهيار نظام الأسد في سوريا، لكن "القوة الدافعة وراء محور الشر هذا ليست متجذرة في المصالح العقلانية، بل هي أيديولوجية في جوهرها".
ويضيف الكاتب أن التهديدات بتدمير إسرائيل لن تتوقف ــ أو على الأقل تتحول إلى خطاب أجوف ــ إلا إذا تعرضت إيران ذاتها لضربة مدمرة.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن الحوثيين ليسوا تهديداً وجودياً لإسرائيل، بل "مصدر إزعاج"، هدفهم هو جر إسرائيل إلى حرب استنزاف، لكن، "بالنظر للظروف الحالية، فإن إيران هي الخطر الأعظم، والهدف الأكثر هشاشة، وهناك حيث يجب أن ينصبّ التركيز".