تعيش بريطانيا، اليوم السبت، أول أيامها خارج الاتحاد الأوربي بعد قرابة نصف قرن من انضمامها إلى هذا التكتل الإقليمي.
وأحدث الجدل حول مغادرة الاتحاد الأوربي أو البقاء فيه انقساما في المجتمع البريطاني، إذ خروج الكثيرون للاحتفال بهذا اليوم حاملين الأعلام البريطانية أمام ساحة البرلمان، بينما يخيم الصمت على بعض المناطق من البلاد.
ودعا رئيس الوزراء، بوريس جونسون، إلى الوحدة، واصفا هذه الخطوة بأنها فصل جديد في تاريخ الأمة.
وسيكون تأثير الخروج محدودا في البداية، لأن العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوربي لن تتغير كثيرا في المرحلة الانتقالية التي اتفق عليها الطرفان.
وستبدأ مباشرة مفاوضات شاقة على شروط العلاقة الجديدة، التي يأمل جونسون أن تنتهي في نهاية شهر ديسمبر باتفاق شامل.
وقال جونسون في بيان أصدرته رئاسة الوزراء إنه "يتفهم شعور المتخوفين" من تأثير الخروج من الاتحاد الأوربي على حياتهم، مؤكدا أن مهمة الحكومة هي "لم شمل جميع البريطانيين والمضي بهم قدما".
وأضاف: "إنه فجر مرحلة جديدة لا نقبل فيها أن تكون حظوظ نجاحك مرهونة بالمنطقة التي نشأت فيها، إنها اللحظة التي نبدأ فيها بناء الوحدة والمساواة، نزرع الأمل ونفتح الفرص في جميع مناطق بريطانيا".
وأعلن ما وصفها بأنها مرحلة جديدة من التعاون الودي بين بريطانيا والاتحاد الأوربي.
ما الذي سيحدث الآن؟
سيلاحظ المواطنون البريطانيون بعض التغييرات، إذ لم يعودوا مواطنين في الاتحاد الأوربي.
أغلب قوانين الاتحاد الأوربي ستبقى سارية في البلاد، بما فيها حرية تنقل الناس، حتى 31 ديسمبر/ كانون الأول، عندما تنتهي الفترة الانتقالية.
تسعى بريطانيا إلى اتفاق تجارة حرة دائم مع الاتحاد الأوربي شبيه باتفاق الاتحاد مع كندا.
ولكن قادة دول الاتحاد حذروا بريطانيا من أنها ستواجه مفاوضات شاقة للتوصل إلى اتفاق في الآجال المحددة.
وقالت رئيسة المفوضية الأوربية، أورسولا فان در ليان، إن بريطانيا وبروكسل ستصارعان من أجل مصالحهما في المفاوضات التجارية.
ونوهت بالمواطنين البريطانيين "الذين ساهموا في بناء الاتحاد الأوربي وتعزيزه"، قائلة إن يوم خروج بريطانيا من الاتحاد كان يوما "مؤثرا".